إبراهيم شحبي في مزرعته في قرية رجال ألمع أخيراً. (تصوير: علي فايع)
إبراهيم شحبي في مزرعته في قرية رجال ألمع أخيراً. (تصوير: علي فايع)
-A +A
علي فايع (أبها)
alma3e@

اعترف الكاتب والأديب إبراهيم شحبي أنه رمى عصافير كثيرة بحجر إعلانه عن بيع مكتبته ليكتشف أنّ الناس تتحدث في كل شيء بلا شيء وأنّ لدى بعضهم جرأة قوية على اتهامه بالاستجداء والشحاذة والكذب، كما أنّ بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير فرماه بالخرف والجنون. وعد شحبي هذا الأمر مؤشراً خطيراً يكشف عن ضحالة وعي المجتمع وفراغه الفكري؛ لأنّ المكتبة ملكه مثل سيارته وبيته، وعندما يريد بيع شيء منها فما علاقة ذلك بالشحاذة أو الخرف؟، مضيفاً أنّ الموضوع قد يستفز المثقفين لعلاقتهم الحميمة بالكتب، لكن ذلك لا يعطي أحداً الحق في السب والشتم.


وأكّد شحبي لـــ«عكاظ» أنّ بداية فكرة بيع مكتبته كانت قديمة لعدم حاجته لها، ولعل غيره يستفيد منها دون التعويل على مردودها المادي، وقد حدّث برغبته هذه الأديب علي مغاوي قبل فترة، ثم تحدث مع الشاعر إبراهيم طالع في الأمر ذاته خلال ملتقى الهوية في أبها، وكلاهما اعترضا بود لشعورهما بأهمية بقاء المكتبة للجميع، وعندما وضع المنشور في صفحته على «الفيس بوك» لم يدر في خلده نشر الموضوع عبر الصحافة إلا أنه فوجئ برسالة على الخاص من الزميل علي الرباعي ثم بمكالمة يسأل من خلالها عن بعض التفاصيل وفي نهاية الحوار أخبره بأنه يريد نشر الموضوع من أجل تحريك الساكن، خصوصا فيما يتعلق بصندوق الأدباء مع أنه شخصياً وكما قال في حوار إضاءات عام 2008 لا يعوّل على الدعم الحكومي للثقافة، ولا يرى مستقبلاً لها مع وزارتها، وأن رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية هم من يضطلعون بهذا الدور من خلال إيمانهم بدور الثقافة، ولنا في أرامكو وبعض البنوك خير شاهد. وعن استقبال هذا الخبر الإيجابي في أوساط المجتمع، قال شحبي العديد من الإخوة والأخوات اتصلوا بي معبرين عن دعمهم المادي على أن أبقي على المكتبة، وكان أول من اتصل بي بنت أحد الأصدقاء متبرعة بـ(50) ألف ريال، كما اتصل بي رجل أعمال من منطقة عسير معرباً عن دعمه، وأيضاً عرض عليّ أحد رجال الأعمال في جدة شراء المكتبة، لكن أحد الإخوة المقربين أصر على عدم البيع وقدم بدائل أخرى، ولأنني لا أقبل أخذ المال من أحد تبرعا فقد شكرت كل الذين أرادوا ذلك عبر صفحتي في «فيسبوك» وأشكرهم من خلالك، أما بخصوص ردة فعل مسؤولي الثقافة فلم يتواصل بهذا الشأن أحد منهم معي، ولم أكن أنتظر من أحدهم ذلك، كما تفاعل مع الموضوع مجموعة من المثقفين عبر عدة محاور نُشرت في «عكاظ»، واتصل بي أربعة أشخاص من محرري الصحف لاستطلاع الأمر.

واعترف شحبي أنّ قيمة المكتبة الفعلية ربما لا تفي بثمن الحراثة لكنه لن يبيعها إلا بالقيمة المعنوية ولن يقبل فيها (20) ألف ريال على اعتبار قيمة الكتاب بــ (10) ريالات لأن من ضمنها كتباً لا تقدر بثمن كموسوعة قيمتها 6 آلاف ريال، ومخطوطة عن نسب قبيلة في رجال ألمع لا تقدر بثمن ولهذا اشترط المعاينة. ونفى شحبي أن يكون هدفه «الأكشن» أو ممارسة لفت الانتباه التي لا يراها عيباً، ولكنه لا يحتاج لها فهو حاضر إعلامياً من خلال مجلس ألمع الثقافي، ومن خلال بعض المحاور والمقالات الصحفية، ويطرح في صفحته على «فيسبوك» موضوعات أكثر سخونة من خبر بيع مكتبة.